أعلن اليوم الأربعاء أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي سيبقى في العاصمة الصينية بكين وسيشارك مع المنتخب الأولمبي الأرجنتيني في مباراته المقررة أمام نظيره الإيفواري غدا الخميس في شنغهاي في افتتاح منافسات كرة القدم للرجال بدورة الألعاب الأولمبية المقبلة (بكين 2008).
جاء ذلك رغم أن محكمة التحكيم الرياضي أصدرت في وقت سابق اليوم حكما لصالح الأندية الأوروبية الثلاثة التي رفضت مشاركة لاعبيها في منافسات كرة القدم بأولمبياد بكين 2008 .
وقال سيرخيو باتيستا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني "سيلعب ميسي جميع مباريات الأرجنتين في الدورة الأولمبية.. سيظل هنا طوال الدورة.. تحدثت معه وأبلغني بذلك".
وكانت أندية برشلونة الأسباني وفيردر بريمن وشالكه الألمانيان لجأت إلى محكمة التحكيم الرياضي لمنع لاعبيها من المشاركة في "بكين 2008" ، وقررت المحكمة اليوم عودة ليونيل ميسي ودييجو ورافينيا من الصين وعدم السماح لهم بالمشاركة في الأولمبياد بناء على رفض أنديتهم.
وأعلن الاتحاد البرازيلي للعبة أنه "يرفض" قرار المحكمة وأن دييجو ورافينيا سيشاركان مع المنتخب البرازيلي في مباراته المقررة أمام نظيره البلجيكي في شينيانج غدا الخميس.
وذكر الاتحاد البرازيلي في بيان "لم نتلق اتصالا رسميا.. اللاعبان سيبقيان وسيشاركان مع المنتخب غدا".
وكانت لجنة شؤون اللاعبين بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قررت في 30 تموز/يوليو الماضي السماح للاعبين الذين لم تبلغ أعمارهم 23 عاما بالمشاركة في منافسات كرة القدم الأولمبية ، ولكن محكمة التحكيم الرياضي أسقطت هذا القرار اليوم.
وذكرت المحكمة في بيان أصدرته في وقت سابق اليوم "قبلنا طلبات الاستئناف المقدمة من أندية شالكه وفيردر بريمن وبرشلونة ضد القرار الصادر في 30 تموز/يوليو 2008 من قبل القاضي الأوحد للجنة شؤون اللاعبين بالفيفا والذي ألغي بذلك تماما".
وأشارت المحكمة أيضا إلى أنه لا يوجد ما يدفع باتجاه سن قوانين تلزم الأندية بالموافقة على مشاركة لاعبيها في الدورات الأولمبية.
وبرغم ذلك قالت المحكمة أن القرار "لا يؤثر على أحقية اللاعبين المؤهلين للمشاركة في الأولمبياد والذين حصلوا على موافقة اللجان الأولمبية في بلادهم".
وصرح ماتيو ريب السكرتير العام للمحكمة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قائلا "يمكن للاعبين البقاء (في الصين للمشاركة في بكين 2008) طالما أن أنديتهم راضية".
وأضاف ريب "إنه جزء من أصول التعاقد بين الأندية ولاعبيها..والان من المؤكد أن نقاشا سيدور بين الأندية واللاعبين للتوصل إلى اتفاق جديد. ربما لا يحصل اللاعبون على أجورهم خلال فترة إقامة الأولمبياد".
وقال ريب إنه نظرا لأن اللاعبين سيظلون مع منتخباتهم في الأولمبياد ، من الممكن أن تتقدم الأندية بطلب استئناف آخر للفيفا ولمحكمة التحكيم الرياضي ، ولكن الحكم سيكون متأخرا حيث أنه لم يتبق سوى ساعات على بدء منافسات كرة القدم بالأولمبياد .
وأوضح ريب "من الواضح أن الأندية يمكنها القيام بذلك لأن اللاعبين ينتهكون بنود عقودهم.. ولكن ليس هناك وقت لذلك".
ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت أندية برشلونة وفيردر بريمن وشالكه ستتخذ إجراءات أخرى أو أنهم سيلبون نداء بلاتر للأندية بالاهتمام بالروح الأولمبية.
وكان الفيفا اتخذ قرارا في اجتماعه عام 1998 يقضي بأن تكون الدورات الأولمبية مفتوحة للاعبي كرة القدم الذين لم تتجاوز أعمارهم 23 عاما ، مع إمكانية مشاركة ثلاثة لاعبين فوق السن مع كل منتخب.
وأثارت الأندية جدلا واسعا حيث ادعت أن منافسات كرة القدم في الدورات الأولمبية لا تندرج ضمن أجندة المباريات الدولية ، وبالتالي لا يوجد ما يلزم الأندية بالسماح للاعبيها بالمشاركة في الأولمبياد.
واتفقت المحكمة الرياضية مع الأندية في هذا الرأي وأوضحت أنه ليس هناك "قرار محدد من قبل اللجنة التنفيذية للفيفا يلزم الأندية بالسماح للاعبين دون 23 عاما بالمشاركة في الأولمبياد".
وقال السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا في بيان إنه يشعر بخيبة أمل من قرار المحكمة الرياضية.
وأضاف بلاتر "يشعر الفيفا بالدهشة وخيبة الامل ازاء هذا القرار ولكننا نحترمه.. ومع ذلك أناشد الأندية السماح للاعبيها بالمشاركة في الألعاب الأولمبية.. تخلق الروح الأولمبية نوعا من التماسك والتضامن. سيكون هذا رائعا للاعبين والمشجعين واللعبة نفسها".
وطالب بلاتر الأندية الثلاثة بحسن معاملة لاعبيها.
وقال رئيس الفيفا "رأينا لم يتغير.. منافسات كرة القدم الأولمبية فرصة استثنائية للاعب حيث أنها على مستوى مرتفع وتمنح أي لاعب يشارك فيها ، خاصة اللاعبين الشباب ، فرصة لاكتساب خبرة دولية تعود عليه بالنفع في المستقبل.
وأضاف بلاتر أن نفع المشاركة في الأولمبياد لا يعود على اللاعب والمنتخب فقط ولكنه يعود أيضا على النادي.