كوردستان الحب يرحـــــــــب بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كوردستان الحب يرحـــــــــب بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العنف سلوك مناف للحضارة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سفين

العنف سلوك مناف للحضارة Stars5
سفين


عدد الرسائل : 748
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

العنف سلوك مناف للحضارة Empty
مُساهمةموضوع: العنف سلوك مناف للحضارة   العنف سلوك مناف للحضارة Icon_minitimeالجمعة مايو 23, 2008 5:04 am



العنف سلوك مناف للحضارة

إن العنف هو التجلي البارز لتحقير الإنسان لأخيه الانسان، ولإلغائه، واستعباده، وإكراهه وتذليله وممارسة العبث ضده·
والعنف يبدأ من الكلمة القاتلة، وحدة النظر، والتوتر الزائد، والانفعال النفسي والغضب والحقد والكراهية، وينتهي بالدم ومحاولة الإلغاء النهائي للآخر· فالعنف صورة قاتمة لحذف الآخر الذي يختلف معه، وهو تعبير يجلي طبيعة الامراض النفسية الكامنة·
والعنف رغبة في الهيمنة وتأكيد مبدأ القوة، وعدم الاعتراف بشخصية الآخر وبحقه في الوجود، وإنكار لاختلافه، وجملة فهو تعبير عن فشل العقل
والقلب معا·
1- ثقافة العنف وأشكالها التدميرية
العنف ممارسة بين الإنسان ونفسه قبل ان تكون ممارسة مع الغير، فالفرد يعنف نفسه بحرمانها من الطمأنينة والهدوء والرحمة والعيش في سلام، وتذوق حب الخير وحب الناس والرغبة في الحياة المستقرة المفعمة بالسكينة والود· ويطلق العنان لسيادة النزعة الفردانية، والأنانية المدمرة، والافضلية السلبية التي تنطلق من أن الكل صغير وهو الاكبر، والكل ضعيف الإدراك ويجب ان يفرض سيطرته على الجميع ليحقرهم ويجور عليهم ويمارس استعلاءه عليهم·
والعنف ليس وليد اليوم، بل هو قديم قدم الانسان نفسه، وقدم الوجود الحضاري· فمنذ القديم نشأت المؤسسات الحربية، ومن رحم الحب في السيطرة وإبراز القوة والعضلات نشأ العنف والتعصب والنفي وتأكيد التمايز والافضلية والفوقية وبوجود تابع ومتبوع·
واعتبر ويل ديورانت في كتابه (قصة الحضارة) ان العنف أحد ثوابت التاريخ التي لم تتناقص في يوم من الايام مع وجود الحضارات، لأن السنوات العديدة التي عرفتها البشرية لم يسجل التاريخ سوى سنوات قليلة بغير عنف دموي قاتل·
والتاريخ مليء بالمآسي المروعة من مثل تدمير حضارة الازتيك بالمكسيك على يد الاوربيين كما أكد ذلك تزفيتيان تودوروف في كتابه فتح أمريكا ومسألة الآخر)، وإبادة أكثر من %90 من سكان المكسيك وأغلب سكان جاميكا وبادة 80 مليونا من أصل 100 مليون كانوا يعيشون في الامريكيتين · وإبادة شعب الوبيخ بكمله في شمال قفقاسيا في منتصف القرن 19 وتخريب قارة افريقيا بأكملها سالخا عنها 80 مليون نسمة ولما بقي القليل منهم عوملوا كالعبيد ونظر إليهم كأشياء وليسوا كبشر·
كما كانت تتمتع بعض الشعوب في الامريكيتين وفي افريقيا بأكثر من 4000 ثقافة اليوم لم تعد سوى 500 ثقافة، وهذا يعني خسارة %88 من التنوع والثراء الثقافي في العالم· نتج ذلك بسبب العنف·
وطرد العرب المسلمون من الاندلس، ومورست في حقهم أبشع أنواع التنكيل والتعذيب، وحرموا من حق العيش في أوطانهم وخيرهم الاسبان بين التنصير او التهجير قسرا، ونهبت أموالهم، وسرقت منازلهم، وتحولت مساجدهم الى كنائس او اسطبلات للخيول والخنازير، ولم يبق من الحضارة الاندلسية التي بنيت قرونا غير الاطلال التي أصبحت من التاريخ، والمآثر التي يزورها ملايين السياح وتدر على اسبانيا ملايين الدولارات·
وحصدت الحربان العالميتان أكثر من 80 مليون قتيل، وكان من نتائج العنف الوحشي مستشفيات الامراض العقلية لمعارضي ستالين وموسيليني وهتلر والقنابل المدمرة لاراضي اليابان، ومبيدات الزرع التي حصدت ملايين الاطنان في الفيتنام والتلوث البحري في كثير من الدول· وليس ذلك إلا لأن عنفا أعمى تمكن من نفوس البعض سببه الانانية والحقد الدفين قاد الى الانحراف في المسيرة التاريخية للبشر·
في ظل هذه المعطيات وغيرها كثير جدا هل يمكن ان نقرر ان العنف ظاهرة إنسانية استمرت باستمراره وتتسم بصفة الديمومة؟ هل يعني ان الانسان لم يتميز عن الحيوان؟
لقد تأكد ان العنف ليس نزعة فطرية لصيقة بطبيعة الانسان كما دعت لذلك ونظرت له بعض الفلسفات الغربية من مثل المكيافيلية (كتاب الامير) والهوبرية لتوماس هوبر والفرودية (نظريات علاقة الانسان بالحيوان)·
فالعنف ظاهرة لها منطلقاتها وأبعادها، واستبدالها بغيرها رهين بممارسة الضغط عليها، والإحجام ضدها بوسائل ملائمة·
والعنف ليس غاية لتثبيت دافع عدم التكافؤ، بل هو وسيلة تنمو في المجتمعات وتعدد دلالتها، وتختلف بتطبيقاتها من مجتمع لآخر، ومن أمة لأخرى، وفقا لبنية المجتمع ولطبيعة سلوكاته الثقافية والتربوية والاجتماعية ووفقا لنوعية نمطه الحضاري·
ونعتبر ان المجتمعات التي تبتعد عن النمط المجتمعي الحضاري الذي يلعب فيه الدين دورا أساسا هي أكثر المجتمعات تأهيلا وممارسة للعنف· فالمجتمع الذي يفقد فيه القدرة على تربية أبنائه على حب الله والكون والإنسان والحياة هو المجتمع الذي يضيع افرادا وجماعات وتكثر فيه ثقافة العنف·
إن المجتمع الذي ينتج شريحة من لايعقل ينطفىء فيه العقل، ويستدعي مركب العنف ليسلط رقابه على الإنسان والحضارة، و يغيب ثقافة السلام من برامجه ومخططاته التنموية تنمو في أوساطه فئات تمارس العنف بكل أشكاله·
ثقافة اللاعنف وقواعد بنائها:
إن ثقافة اللاعنف تحتاج الى بناء قواعدها المتمثلة في:
1 - القاعدة الحوارية: وهي الطريق الامثل لنبذ العنف والقضاء عليه، والحوار يعني محاورة الآخر، وقبوله لإبراز فرص الالتقاء والتعاون بما يعني إزاحة كل عناصر التكبير ومحاولة التفوق والتحكم، واستبعاد كل العناصر العدائية والمهيمنة التي تشوش على الحوار، وتحوله الى عجب وسخرية وطعن وتشنج وغضب شديد يتدرج الامر ليصبح عنفا ماديا· والحوار يبدأ من الاسرة بين الزوج وزوجته، وبين الأم وأولادها، والأب مع أبنائه بنهج سلوك الحوار والاقناع وعدم الإكثار من المحظورات والنواهي لانها تقتل المبادرات ولا تبني الشخصية الايجابية، ففي بعض البيوت تجد النظرات الثقيلة والمستخفة يصدرها رب الأسرة للزوجة او الابناء، وتجد الزجر والصرامة القاتلة، والحرمان من إمكانية الرد والتفاوض وفي بعض الاحيان من إمكانية الاختيار والتعبير والنزوع نحو العنف في النظر وفي الكلام وفي المعاملة· ولكي تحقق القاعدة الحوارية مبتغاها لا بد من توفر عناصر أساسية:
اولا: اعتبار كرامة الإنسان قوة كامنة تجعله يحترم ويحترم، ويتبع هذا الاعتبار الاعتراف بقيمة الغير وقبول الاختلاف معه·
ثانيا: الايمان بأن الله خلق الحياة والكون والإنسان لحمايتهم ورعايتهم من كل عبث حتى تستمر الحياة ويعم الخير·
ثالثا: تعميق المحبة البشرية والمؤاخاة، ونبذ كل الاشكال السلبية وتعميق اساليب التفاهم والتنازل الايجابي والسعي نحو التقارب على أسس انسانية·
رابعا: لابد من التأكيد على أن الله لم يخلق التطابق الكلي سمة كونية وانسانية، بل جعل الاختلاف سنة كونية وهو من آياته الدالة على قدرته ومشيئته، قال تعالى: ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين الروم 21 ، ومرد ذلك الى التباين في الطبائع والتجارب والتكوين والتربية وطرق التفكير واساليب الاشتغال والعيش في الحياة· والحوار يعطي للتباين والاختلاف بعدا انسانيا يضعه في شكله الطبيعي ويخفض من سلبياته لكي لا يتحول الى اسلوب تدميري يخرب الحياة ويدنسها·
خامسا: إن الله عز وجل أمر عباده بالتأدب مع الغير والصبر والرفق والقول الحسن بدون عنف ولا تكبر وقولوا للناس حسنا البقرة 83 ، والمعاملة الطيبة وإماطة الأذى عن الطريق والابتسامة في وجه الغير·
سادسا: اعتماد عنصر الاشتراك ، اذ لابد للطرفين المختلفين من اكتشاف المرتكزات المشتركة بينهما لتكون قاعدة اساسية لتعايشهما وعدم البحث والتنقيب عن المتناقضات والوقوف عندها· فالبحث عن المشتركات كفيل بتجنب الصراع والتضاد ومن شأنه ان يوسع مجال التعاون ويثمر ويغني الحياة في شتى اشكالها·
2 - القاعدة التربوية
عن طريق بناء ثقافة السلام والحب عند الاطفال حتى تبنى في مستوى المجتمع و توطد العلاقة الانسانية بين الأمم والشعوب ، فببناء هذه الثقافة وتشربها من قبل الاطفال تبرمج عقولهم عليها وتتحول عندهم تدريجيا الى سلوك طبيعي وعادي عند الكبر·
فالتربية في كل مستوياتها كفيلة بأن تؤسس العادات وتنمي السلوكات الانسانية القائمة على حب الغير واحترامه·
ولا ننسى ان حضور ثقافة العنف هو صناعة أبوية، وافراز لثقافة يتشربها الطفل في بيئته، وفي بعض الاحيان من خلال افكار بسيطة ومبررة احيانا كأن يضرب الزوج زوجته والابناء يشاهدون لمجرد ان الأم لم تطبخ باكرا، او ان يرشد الأب او الأم الابن ان يدافع وبالقوة عن نفسه اذا ضربه ابن الجيران وان لا يأتي اليهما باكيا، او ان يرشدانه بأن من قال لك كلمة رد عليه بأقوى منها، او عندما يوجه الكلمات القوية والنابية لأبناء الجيران يفرح الاباء ببطولته ناسيا الأب او الأم ان طفلهما لوحة ينقشان عليها اشواك العنف والعدوانية والغرور والتدمير والكراهية·
والتربية السليمة سلوك حضاري تسعى الى الحفاظ على الحياة والإنسان وليس تدميرهما· وهي عملية تقوم بطرد الفكر العدواني الذي يربي الحقد والمشاعر السلبية الفاشلة التي تقوم بنفي الآخر والاعتداء عليه·
والتربية السليمة تغرس في النفوس الحب الذي يعني المشاركة مع الآخر، والالتحام مع إرادة اخرى· ومن المعلوم ان المشاركة والاندماج قاعدتان اساسيتان للنمو تكسر فكرة أدنى وأعلى، غالب ومغلوب، وتعيد صياغة الحياة البشرية صياغة تليق بمستوى إنسانيتها· وهذه التربية يحق فيها النقد ويكثر فيها الحب، والحب سلوك، وتبنى فيها الجسورو تعلم فيها كيفية احترام الآخرين· وتربي السلوك الايجابي في الحياة، وتغرس توقع الخير من النفس ومن الغير كذلك· والتربية السليمة تنمي الابتسامة عند النشء حتى تصيح عادة وسلوكا مبرمجا والابتسامة عنوان الامل والحياة السعيدة· والتفاؤل وحب الخير·
3 - القاعدة الهدفية
عندما يعيش الانسان بدون غاية او هدف في الحياة يحضر التوتر ويتمكن الإحباط من النفس، ويحضر الفكر الرافض لكل شيء للحياة، للوجود، للآخر·
فمن اهم اسباب العنف عدم وجود هدف واضح لدى الانسان، وعدم تمكنه من ناصية هدفه جعله يفشل في علاقاته مع والديه، ومع أسرته، ومع نفسه قبل كل شيء ومع أصدقائه ومع الناس جميعا، وهذا الفشل ولد لديه اضطرابا فضياعا للوقت، فتفكيرا سلبيا، فعنفا شديدا مع الذات ومع الغير· فالهدف في الحياة يمنح الضبط النفسي والتوازن والانتاجية والناس والحياة·
4 - القاعدة الثقافية
ان القضاء على العنف ليس شيئا مستحيلا كما يقول بعض دارسي انتروبولوجية العنف، فالعنف مرتبط بالمنظومة الثقافية الموجودة داخل المجتمع ، وهي ظاهرة ارتباطية بطبيعة العلاقات الاجتماعية والتاريخية الموجودة· وتتأصل في رحاب التثقيف والنسق البيئي· ففي كثير من المناطق يتم تقسيم البشر الى شريف ووضيع، الى أعلى وأدنى، الى ابن الحضر المتعلم وابن القرية المتخلف·· وكلها اشارات توحي بالإهانة والاحتقار، فهذا الانتقاص هو عنف رمزي قد يتحول الى عنف مادي اذا توفرت له الظروف· حتى النكتة التي تعتبر ثقافة شعبية تجد فيها عبارات الازدراء والانتقاص من الآخر بل والرغبة في إحراجه، ووضعه في حالة مضحكة تثير الاستهزاء·
فلابد ان تتظافر الجهود لتغيير ما علق بالثقافة العامة والشعبية من سلبيات، والقانون ليس العامل الرئيسي في محاربة العنف، فالقانون ليس الا مجرد عامل واحد من العوامل المتعددة وربما يعد العامل الأقل فعالية· وان القضاء على العنف يجب ان يحصل من منظور شمولي يتجند له التربويون والمثقفون والسوسيولوجيون والاعلاميون· ان محاربة العنف من منظور أحادي الجانب قد أبانت عن عجزه وقصوره في علاج المشكلة·
5 - القاعدة الحضارية
تجمعنا بالغرب عدة مشتركات: المشترك الرسالي، والمشترك الانساني، والمشترك الحضاري، ويتعين التماس هذه المشتركات التي تعين على التعارف والتواصل الايجابي· فجميع الاديان السماوية ليست الا تجديدا لما أتى به سيدنا ابراهيم عليه السلام· ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كان نبيا مجددا لما حمله ابراهيم عليه السلام·
ويجمعنا المشترك الحضاري ، فكل البشر قد خلقوا لإعمار هذه الارض والعيش في خيراتها بعدل ومساواة· ويجب الاستفادة من كل المكاسب والنتائج الايجابية الانسانية·
فيجب ايجاد حركة استعداد لتأسيس تفاعل ايجابي وبناء مع جميع البشر ولا موقع للقطيعة، في ظل هذه المشتركات· وفي ظلها يتم الاعتراف بأن لكل أمة تجربتها التاريخية ونمطها الثقافي ، وهي تشكل روافد اساسية وداعمة للوعي الجماعي للانسانية جمعاء· وهذا المستوى من الوعي سيمكن من التوصل الى تعاون جماعي انساني يقوم على التضامن الذي يعتمد على تنوع الذوات الثقافية·
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رنكين كوردستان

العنف سلوك مناف للحضارة Stars17
رنكين كوردستان


انثى عدد الرسائل : 845
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

العنف سلوك مناف للحضارة Empty
مُساهمةموضوع: رد: العنف سلوك مناف للحضارة   العنف سلوك مناف للحضارة Icon_minitimeالسبت يونيو 07, 2008 5:16 am


مشكووووووووووووووور سفينو


وين مارحنا

بنشوف العنف

لانو مزروع فينا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2img.net/r/ihimizer/img38/8772/rose1zj.gif
 
العنف سلوك مناف للحضارة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كوردستان الحب يرحـــــــــب بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم :: منتدى حقوق الانسان والمجتمع المدني-
انتقل الى: