انك تلك المتوجة بإكليل نصفه من الغار والنصف الآخر من رماد ؟!
انك تلك الشجرة المدفون نصفها تحت الأرض والنصف الثاني يتنشَّق الفضاء وتتدلى منه أطفالٌ، رجالٌ ونساء ؟!
انك تلك الإلهة المحتجب نصفها خلف الشمس والنصف الآخر تحت مطرقة من سمـّوا أنفسهم "غير كفار" ؟!
انك تلك الهالة الممتلئ نصفها المقدس بالنـِعَم والنصف المُرتَعِش يغتسلُ بخطايا العالم ؟!
انك تلك الأم الممزق نصف ثوبها ظلما ً والنصف الثاني يقطر عرقا ً ودموعا ً ؟!
انك تلك التي رُجـِمَت وجُلـِدت وصُلـِبَت ودُفـِنَت في حجابها وفي ما يُسمى "سفورها" ؟!
انك .. تلك النفس الطريدة الغريقة في بحور فردوس تستحم فيه االاحزان؟!
اهل انتى جسدَ صخرة هزمتها المشاعر ام موجا ً عاشقا ً حالما ً يتوسد الرمل ويتطهـَّر بقيح الشمس ؟!
انك الزنبق حين يخدش صوت التجربة المؤلمة جناح الصمت.
انك معصية اللغز حين يحارُ "هو" بجبروتها وعنادها في عشقها.
انك الطوفان حين يجف طين المشاعر وتتشظى الأرض بالأحقاد.
انك كل المساحات حين تنعدم الأمكنة أمام اختناق الحسرة في الأفواه.
انك عباءة بيضاء لغابات من الأحزان، لبست الحداد طويلا ً على ثورات وأقوال وأبطال.
انك ما عُلـِّقَ بين الأرض وسطح السماء فكانت فضاءً تتمرغ على صدره أماني الساعات الأولى والأخيرة.
هي ايقاع الحياة في نبضها .. هي ما تـمَّ وما سوف يتـم.
انك ........ تلك المرأة، حواء الصاعدة كالدخان من فانوس عجائب العصور ..أنثى ماردة أهلكتها الأقدار ولم تهزمها كل ما سمي بالمقدسات .. فكانت إلهة يولد منها الوجود كي لا يُعدم. كوني يا رنكين ً، اليوم وكل يوم، كي تكونى رنكين الغالية
وفي نهاية بعتزر منك لانك انك اكبر من ذالك الوصف يا رنكين الغالية
اخوككككككككككككككك
سفينو الحزين