كوردستان الحب يرحـــــــــب بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كوردستان الحب يرحـــــــــب بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ماساة فتاه

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
اميرة الورد

ماساة فتاه Stars3
اميرة الورد


عدد الرسائل : 222
الدولة : 40
المزاج : رايقة
الاوسمة : ماساة فتاه UBd41977
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

ماساة فتاه Empty
مُساهمةموضوع: ماساة فتاه   ماساة فتاه Icon_minitimeالجمعة أبريل 25, 2008 3:42 am

ماساة فتاه Spacer

ماساة فتاه Spacer









ماساة فتاه Spacer




االاهات وانحبست الصرخات في حلقها , فلا يكاد يسمع منها غير نبضات قلبها المتسارعه , وكاد يغمى عليها لولا ان تماسكت نفسها , فهي بحاجه ان تبقى بجانب والديها , وقررت الدخول الى غرفه العمليات رغم معارضه الاطباء الشديدة .
في غرفة العمليات كانت غرام تعمل بوعي كامل , وحاولت تحاشي احاسيس الحزن , الغضب ونوبة البكاء التي تهددها بالانفجار بين كل لحظة واخرى . كانت كل ذرة تركيز منها مصوبه الى الجسدين , والى تلك العيون البريئة التي تنتظرها في المنزل , لا تدري بحال والديهما . تناشد الله في قراره نفسها ان يعيدهما الى الحياة . تعالت نبضات القلب وكان النبض على الشاشة يهبط ويعلو بسرعة كبيرة , وفجاة .. اختفى النبض نهائيا , وبعده اختفى عن شاشة والدها , فاستمرت غرام في مكانها وقد شلت الصدمة لسانها وكبلته , لقد رحلا .. ولكن كيف يعقل هذا ؟ في الصباح شعرت ببعض البهجة تتغلغل الى قلبها عندما رات والدتها مسرورة وقد تحررت من مرضها قليلا , كيف يعقل ان تموت في المساء؟ شعرت بثقل راسها وفقدان توازنها وسرعان ما فقدت وعيها . استيقظت غرام , وهي تشعر بالم فظيع في راسها وتذكرت ما حدث فحاولت اقناع نفسها بانها تغط في سبات عميق وانها في الغد سوف تفتح عينيها نحوهما وتراهما كي تخبرهما بانها حلمت ليلة البارحة حلما مزعجا , وراتهما في منامها يفارقانها ففتحت عينيها , ورات يامن , ونظرت الى عينيه علها تستمد القوة منهما , ولكنها لمحت حزنا جارفا يكشفهما . اذا لم يكن حلما , انه حقيقة , حقيقة مؤلمة لا يمكن نسيانها بسهوله وغرقت في بكاء مرير , بكاء زعزع اركان المشفى فاحتضنها يامن واخذ يواسيها ويخفف عنها . "لقد فقدتهما يا يامن , فقدتهما , اتصدق هذا ؟ " قالت غرام من خلف دموعها . " لقد تركا لي ثلاثة اشقاء لاعتني بهم , يامن انا اكره حياتي واريد ان اضع حدا لها , انا اتمنى ان يطوي الله سجل الحياة ويقذفها في الشمس لتتفجر وتحترق ". فضمها يامن بقوة والدموع تسيل من عينيه على حالها .
بعد ايام قليلة كانت غرام تقف بين اشقائها امام قبر والديها بالرداء الاسود ويبدو ان القدر استمتع برحلة العذاب التي عاشتها مذ كانت طفلة ويريد لهذه الرحلة ان تطول وتطول , ولكن المصيبة الكبرى ان تستمر هذه الرحلة مدى الحياة وتودع عند كل محطة جزءا منها ولكنها الان ودعت الجزء الاكبر , لقد سبب فقدانهما من بين حنايا الروح عذابا لا يندثر . سالت دموعها ويا ليت تلك الدموع تتسلل عبر ذرات التراب فقد تلسعهما حرارتها فيستيقظان من سباتهما العميق ويمسحان باناملهما الناعمة والدافئة دموعها ، ولكن لا شيء حدث والحزن كان يزداد يوما بعد يوم , فرغم وجود يامن الى جانبها وجانب اشقائها كانت تشعر انها تحمل على عاتقها مسؤولية اكبر منها , حمل يهد الجبال والصخور , فكيف بجسدها الرقيق الغض ؟.
كانت غرام تجلس على المقعد في الحديقة , سارحة في الافق البعيد ولم تنتبه للشخص الذي اقترب منها . " كيف حالك الان يا حبيبتي ؟ " " بخير يا يامن " " غرام الا ترين انه يجب ان تلتفتي الى نفسك قليلا والى اشقائك , فقد مر على وفاتهم خمسة اشهر وآن الاوان ان تنطلقي الى الحياة , تتابعي احلامك وتحققي طموحاتك , كما انك تحبطين اخوتك وتوقظين الحزن والدموع داخلهم " . " هل تتوقع مني يا يامن ان انسى اهلي ؟ " "كلا, انا لم اقل ذلك , والداك في فؤادك في كل جزء منك وفي كل ذره هواء تدخل الى رئتيك , لا يمكن ان تنسيهما مهما مر الزمان وانقضت السنين , ولكن يجب ان تتابعي حياتك , فذكرى من نحب تبقى داخلنا فقط , ارجوك يا غرام انت لا تعلمين كيف اشعر عندما اراك حزينه , وأولئك المساكين , رغم انهم وصلوا الى سن البلوغ الا انهم بحاجه الى حضن دافىء وصدر حنون , وانت التي ستعوضينهم عن ذلك يا غرام , وستجعلين والديك فخورين بكم ". عندما سمعت غرام حديث يامن , شعرت بقوة وطاقه هائله تتفجر داخل جسدها . " انا اعدك يا يامن , لن اعود بادراجي خائبه , ساحقق مشيئه والديَّ , ساربي اشقائي واتابع دراستي بنفس الوقت ".
مع كل يوم يمر , كانت غرام تشعر بان هناك هوه بينها وبين يامن , فلم تعد تراه الا نادرا , وشعرت بانها ستظلمه ان بقيت معه , لذلك قررت الابتعاد عنه , فهو غير مرغم ان يتحمل اعباءها واعباء اخوتها . تناولت ورقه بيضاء وشرعت بالكتابه :_ اكتب اليك بمداد الوله كلمات صاغتها حرارة شوق كادت ان تذيب الاوراق وتصهر الحروف .. حبيبي يامن لا املك من الشجاعه ما يكفي لاواجهك فوحدها الاوراق تكشف الانين , وان نظرت في عينيك ساذوب وانسى كل ما اريد قوله , حتى انني سانهار تحت قدميك , يامن كنت صديقي وحبيبي لقد آن الاوان لنفترق , انا اكتب لك وقلمي ينزف بحروف متقطعه من الآلآم والاحزان , ولكن حبي لك يرغمني على الابتعاد عنك , انا لدي ما يكفي من المشاكل، والدرب امامي امامي طويله , ولا اريد ان اربطك بي , فانا ارى مستقبلي مظلما وحالكا ولا اريدك ان تحبط معي في المجهول , لن انسى تلك الحديقه التي كنا نتبادل فيها ارق واعذب الكلمات , فتلك الازهار قد شهدت ميلاد حبنا وضمت بين حناياها اسرارانا وهمساتنا , وداعا يامن كنت حبيبي .. وداعا .. وهكذا ختمت غرام الرساله بدمعه حاره تحمل الف معنى ومعنى .
حينما شارف شهر آذارعلى الرحيل, وقبل ان يطل هلال نيسان معلنا عن ولاده شهر جديد , كانت غرام قد اصبحت طبيبه ماهره , ولم تسمع عن يامن سوى انه هاجر الى بلد اجنبي , ويتابع اعماله من هناك . نجحت غرام في تحقيق مشيئه والديها , فشقيقها الكبير الذي يبلغ من العمر الرابعة والعشرين , يدرس الهندسه في الجامعه , والاصغر منه يمارس الكاراتيه وقد ربح الدوري لعامين متتالين , اما شقيقتها الصغرى فقد بدات تدرس في الجامعه حديثا ، عالم الحيوان موضوعها المفضل , ولم تحاول غرام ان تمنعهم لانها تعلم ان كل واحد منهم اختار مهنته المفضله .
كانت غرام تجلس في الليل تحت ضوء القمر تتامل النجوم ، اصبحت تتوجس من كل شيء يخيل لها حفيف الاشجار فحيحا .. وصفير الرياح زئيرا , واصبح الكون بنظرها غابه ، كم تفتقد والديها ويامن , فهم اصبحوا بالنسبة لها من الماضي , والماضي امسى بالنسبه لها مجموعه صور وذكريات تؤرقها وتشجيها .. حاولت ان تنساه وتتخطاه لكنه ظل يراودها ليعذبها ويحطمها , حتى اصبحت تجد الاحاسيس الجميله سلاسل تطوقها تكبلها وتخنقها .
استيقظت من تاملاتها على صوت اخيها الكبير . "غرام , هل استطيع التحدث معك ؟ " " طبعا يا تامر , تفضل " . " عزيزتي غرام , ساتكلم معك بصفتي شقيقك الاكبر , انا ارى انه يجب ان تفكري في نفسك قليلا , فانت الان في السادسه والعشرين , وترفضين العديد من الشبان , ستجدين نفسك في النهايه وحيده وقد فاتك القطار , لقد تعبت وحرمت نفسك من اجلنا كثيرا, وها نحن من افضل الناس بفضلك يا شقيقتي الغاليه" . سالت الدمعه على خد غرام , وتمنت لو يكون والداها هنا ليشهدا ما آل اليه اشقاؤها .
عندما انهت غرام اخر عمليه لها , كانت الساعة تشير الى الثامنه مساء , فقررت التوجه الى الحديقه لتستمتع بنسيم الهواء العليل , فهي ان عادت الى المنزل ستكون وحيده فشقيقها وشقيقتها في الجامعه وشقيقها الاصغر مسافر الى الخارج مع فريقه . ركنت سيارتها ودخلت الى الحديقه , لم تطأ قدماها هذه الحديقه منذ ست سنوات , لقد افتقدتها كثيرا , وكثيرا ما منعت ان تستجيب لاشواقها وتاتي هنا, فعندها ذكرى يامن ستشتعل في قلبها وتعود الى احزانها , رغم انها لم تنسه طوال الفتره الماضيه . جلس على مقعد بجانب زهره القرنفل قائلا لها :_"انا احب غرام " وسالت بعض الدموع من عينيها العسليتين , وهمت بمسحها لولا ان سبقتها يد ومسحتها فرفعت عينيها الدامعتين الى ذلك الغريب , واخذ قلبها ينبض بشده واعتراها فرح لا مثيل له . وضعت يدها على خدها ولمست فيه دفء احاسيسها وعمق مشاعرها , كانت عيناه تتسكعان على ملامح وجهها وملامح الاشواق المتاججه هي لغه التواصل بينهما ,كانت شفتاه قد سبقتاها وراحتا تلتهمان شفتيها في قبلة محمومه مفاجئه , وكانت ذراعاه تحيطان بها كحزام وتحولها في ضمه واحده الى قطعه منه . " يا امراه كساها حنيني شوقا , جائع انا اليك كثيرا" . " يامن, حبيبي , لقد اشتقت اليك كثيرا " . " لن اتركك ابدا , هل تفهمين ؟ لقد قطعت بيننا الايام جسور الكلام وساستعيد تلك الايام واعوضك عن كل ذره حب فقدتها او دمعه سكبتها " هل تتزوجيني يا غرام؟ " سالها يامن وعيناه تفيضان بالحب والحنان . وقبل ان تجيب غرام , شعرا بقطرات ماء تتساقط وسرعان ما انهمر المطر غزيرا , فهتفت له غرام من المطر بالموافقه . فقال " ماذا لا اسمع ". " نعم , انا احبك واقبل بالزواج بك " فضمها الى صدره واخذ يقبلها تحت الامطار التي شهدت تجدد حبهما... تمت.
رتدت غرام مئزرها ودخلت خلف الطبيب لقد كان هناك شخصان ممددين رجل وامراه , ولكنها لم تستطع تحديد ملامحهما فالغطاء كان يكسوهما من راسهما حتى اخمص قدميهما ,


وظهرت فقط قطرات الدماء التي كانت تتساقط بغزاره , وقف الاطباء امام الجسدين لنقلهما الى غرفة العمليات ولكن قبل نقلهما كشف احد الاطباء الغطاء عن احد المصابين فحملقت غرام في وجه الضحيه واخذت تصرخ متراجعه الى الخلف لا تصدق ما تراه, انه والدها , فاقتربت من الجسد الاخر وكشفت الغطاء عنه واذ بها ترى والدتها فغابت ملامحها وتغيبت انفاسها , وشعرت انها في لحظة نزيف بين الموت والحياة , تلاشت الاهات وانحبست الصرخات في حلقها , فلا يكاد يسمع منها غير نبضات قلبها المتسارعه , وكاد يغمى عليها لولا ان تماسكت نفسها , فهي بحاجه ان تبقى بجانب والديها , وقررت الدخول الى غرفه العمليات رغم معارضه الاطباء الشديدة .
في غرفة العمليات كانت غرام تعمل بوعي كامل , وحاولت تحاشي احاسيس الحزن , الغضب ونوبة البكاء التي تهددها بالانفجار بين كل لحظة واخرى . كانت كل ذرة تركيز منها مصوبه الى الجسدين , والى تلك العيون البريئة التي تنتظرها في المنزل , لا تدري بحال والديهما . تناشد الله في قراره نفسها ان يعيدهما الى الحياة . تعالت نبضات القلب وكان النبض على الشاشة يهبط ويعلو بسرعة كبيرة , وفجاة .. اختفى النبض نهائيا , وبعده اختفى عن شاشة والدها , فاستمرت غرام في مكانها وقد شلت الصدمة لسانها وكبلته , لقد رحلا .. ولكن كيف يعقل هذا ؟ في الصباح شعرت ببعض البهجة تتغلغل الى قلبها عندما رات والدتها مسرورة وقد تحررت من مرضها قليلا , كيف يعقل ان تموت في المساء؟ شعرت بثقل راسها وفقدان توازنها وسرعان ما فقدت وعيها . استيقظت غرام , وهي تشعر بالم فظيع في راسها وتذكرت ما حدث فحاولت اقناع نفسها بانها تغط في سبات عميق وانها في الغد سوف تفتح عينيها نحوهما وتراهما كي تخبرهما بانها حلمت ليلة البارحة حلما مزعجا , وراتهما في منامها يفارقانها ففتحت عينيها , ورات يامن , ونظرت الى عينيه علها تستمد القوة منهما , ولكنها لمحت حزنا جارفا يكشفهما . اذا لم يكن حلما , انه حقيقة , حقيقة مؤلمة لا يمكن نسيانها بسهوله وغرقت في بكاء مرير , بكاء زعزع اركان المشفى فاحتضنها يامن واخذ يواسيها ويخفف عنها . "لقد فقدتهما يا يامن , فقدتهما , اتصدق هذا ؟ " قالت غرام من خلف دموعها . " لقد تركا لي ثلاثة اشقاء لاعتني بهم , يامن انا اكره حياتي واريد ان اضع حدا لها , انا اتمنى ان يطوي الله سجل الحياة ويقذفها في الشمس لتتفجر وتحترق ". فضمها يامن بقوة والدموع تسيل من عينيه على حالها .
بعد ايام قليلة كانت غرام تقف بين اشقائها امام قبر والديها بالرداء الاسود ويبدو ان القدر استمتع برحلة العذاب التي عاشتها مذ كانت طفلة ويريد لهذه الرحلة ان تطول وتطول , ولكن المصيبة الكبرى ان تستمر هذه الرحلة مدى الحياة وتودع عند كل محطة جزءا منها ولكنها الان ودعت الجزء الاكبر , لقد سبب فقدانهما من بين حنايا الروح عذابا لا يندثر . سالت دموعها ويا ليت تلك الدموع تتسلل عبر ذرات التراب فقد تلسعهما حرارتها فيستيقظان من سباتهما العميق ويمسحان باناملهما الناعمة والدافئة دموعها ، ولكن لا شيء حدث والحزن كان يزداد يوما بعد يوم , فرغم وجود يامن الى جانبها وجانب اشقائها كانت تشعر انها تحمل على عاتقها مسؤولية اكبر منها , حمل يهد الجبال والصخور , فكيف بجسدها الرقيق الغض ؟.
كانت غرام تجلس على المقعد في الحديقة , سارحة في الافق البعيد ولم تنتبه للشخص الذي اقترب منها . " كيف حالك الان يا حبيبتي ؟ " " بخير يا يامن " " غرام الا ترين انه يجب ان تلتفتي الى نفسك قليلا والى اشقائك , فقد مر على وفاتهم خمسة اشهر وآن الاوان ان تنطلقي الى الحياة , تتابعي احلامك وتحققي طموحاتك , كما انك تحبطين اخوتك وتوقظين الحزن والدموع داخلهم " . " هل تتوقع مني يا يامن ان انسى اهلي ؟ " "كلا, انا لم اقل ذلك , والداك في فؤادك في كل جزء منك وفي كل ذره هواء تدخل الى رئتيك , لا يمكن ان تنسيهما مهما مر الزمان وانقضت السنين , ولكن يجب ان تتابعي حياتك , فذكرى من نحب تبقى داخلنا فقط , ارجوك يا غرام انت لا تعلمين كيف اشعر عندما اراك حزينه , وأولئك المساكين , رغم انهم وصلوا الى سن البلوغ الا انهم بحاجه الى حضن دافىء وصدر حنون , وانت التي ستعوضينهم عن ذلك يا غرام , وستجعلين والديك فخورين بكم ". عندما سمعت غرام حديث يامن , شعرت بقوة وطاقه هائله تتفجر داخل جسدها . " انا اعدك يا يامن , لن اعود بادراجي خائبه , ساحقق مشيئه والديَّ , ساربي اشقائي واتابع دراستي بنفس الوقت ".
مع كل يوم يمر , كانت غرام تشعر بان هناك هوه بينها وبين يامن , فلم تعد تراه الا نادرا , وشعرت بانها ستظلمه ان بقيت معه , لذلك قررت الابتعاد عنه , فهو غير مرغم ان يتحمل اعباءها واعباء اخوتها . تناولت ورقه بيضاء وشرعت بالكتابه :_ اكتب اليك بمداد الوله كلمات صاغتها حرارة شوق كادت ان تذيب الاوراق وتصهر الحروف .. حبيبي يامن لا املك من الشجاعه ما يكفي لاواجهك فوحدها الاوراق تكشف الانين , وان نظرت في عينيك ساذوب وانسى كل ما اريد قوله , حتى انني سانهار تحت قدميك , يامن كنت صديقي وحبيبي لقد آن الاوان لنفترق , انا اكتب لك وقلمي ينزف بحروف متقطعه من الآلآم والاحزان , ولكن حبي لك يرغمني على الابتعاد عنك , انا لدي ما يكفي من المشاكل، والدرب امامي امامي طويله , ولا اريد ان اربطك بي , فانا ارى مستقبلي مظلما وحالكا ولا اريدك ان تحبط معي في المجهول , لن انسى تلك الحديقه التي كنا نتبادل فيها ارق واعذب الكلمات , فتلك الازهار قد شهدت ميلاد حبنا وضمت بين حناياها اسرارانا وهمساتنا , وداعا يامن كنت حبيبي .. وداعا .. وهكذا ختمت غرام الرساله بدمعه حاره تحمل الف معنى ومعنى .
حينما شارف شهر آذارعلى الرحيل, وقبل ان يطل هلال نيسان معلنا عن ولاده شهر جديد , كانت غرام قد اصبحت طبيبه ماهره , ولم تسمع عن يامن سوى انه هاجر الى بلد اجنبي , ويتابع اعماله من هناك . نجحت غرام في تحقيق مشيئه والديها , فشقيقها الكبير الذي يبلغ من العمر الرابعة والعشرين , يدرس الهندسه في الجامعه , والاصغر منه يمارس الكاراتيه وقد ربح الدوري لعامين متتالين , اما شقيقتها الصغرى فقد بدات تدرس في الجامعه حديثا ، عالم الحيوان موضوعها المفضل , ولم تحاول غرام ان تمنعهم لانها تعلم ان كل واحد منهم اختار مهنته المفضله .
كانت غرام تجلس في الليل تحت ضوء القمر تتامل النجوم ، اصبحت تتوجس من كل شيء يخيل لها حفيف الاشجار فحيحا .. وصفير الرياح زئيرا , واصبح الكون بنظرها غابه ، كم تفتقد والديها ويامن , فهم اصبحوا بالنسبة لها من الماضي , والماضي امسى بالنسبه لها مجموعه صور وذكريات تؤرقها وتشجيها .. حاولت ان تنساه وتتخطاه لكنه ظل يراودها ليعذبها ويحطمها , حتى اصبحت تجد الاحاسيس الجميله سلاسل تطوقها تكبلها وتخنقها .
استيقظت من تاملاتها على صوت اخيها الكبير . "غرام , هل استطيع التحدث معك ؟ " " طبعا يا تامر , تفضل " . " عزيزتي غرام , ساتكلم معك بصفتي شقيقك الاكبر , انا ارى انه يجب ان تفكري في نفسك قليلا , فانت الان في السادسه والعشرين , وترفضين العديد من الشبان , ستجدين نفسك في النهايه وحيده وقد فاتك القطار , لقد تعبت وحرمت نفسك من اجلنا كثيرا, وها نحن من افضل الناس بفضلك يا شقيقتي الغاليه" . سالت الدمعه على خد غرام , وتمنت لو يكون والداها هنا ليشهدا ما آل اليه اشقاؤها .
عندما انهت غرام اخر عمليه لها , كانت الساعة تشير الى الثامنه مساء , فقررت التوجه الى الحديقه لتستمتع بنسيم الهواء العليل , فهي ان عادت الى المنزل ستكون وحيده فشقيقها وشقيقتها في الجامعه وشقيقها الاصغر مسافر الى الخارج مع فريقه . ركنت سيارتها ودخلت الى الحديقه , لم تطأ قدماها هذه الحديقه منذ ست سنوات , لقد افتقدتها كثيرا , وكثيرا ما منعت ان تستجيب لاشواقها وتاتي هنا, فعندها ذكرى يامن ستشتعل في قلبها وتعود الى احزانها , رغم انها لم تنسه طوال الفتره الماضيه . جلس على مقعد بجانب زهره القرنفل قائلا لها :_"انا احب غرام " وسالت بعض الدموع من عينيها العسليتين , وهمت بمسحها لولا ان سبقتها يد ومسحتها فرفعت عينيها الدامعتين الى ذلك الغريب , واخذ قلبها ينبض بشده واعتراها فرح لا مثيل له . وضعت يدها على خدها ولمست فيه دفء احاسيسها وعمق مشاعرها , كانت عيناه تتسكعان على ملامح وجهها وملامح الاشواق المتاججه هي لغه التواصل بينهما ,كانت شفتاه قد سبقتاها وراحتا تلتهمان شفتيها في قبلة محمومه مفاجئه , وكانت ذراعاه تحيطان بها كحزام وتحولها في ضمه واحده الى قطعه منه . " يا امراه كساها حنيني شوقا , جائع انا اليك كثيرا" . " يامن, حبيبي , لقد اشتقت اليك كثيرا " . " لن اتركك ابدا , هل تفهمين ؟ لقد قطعت بيننا الايام جسور الكلام وساستعيد تلك الايام واعوضك عن كل ذره حب فقدتها او دمعه سكبتها " هل تتزوجيني يا غرام؟ " سالها يامن وعيناه تفيضان بالحب والحنان . وقبل ان تجيب غرام , شعرا بقطرات ماء تتساقط وسرعان ما انهمر المطر غزيرا , فهتفت له غرام من المطر بالموافقه . فقال " ماذا لا اسمع ". " نعم , انا احبك واقبل بالزواج بك " فضمها الى صدره واخذ يقبلها تحت الامطار التي شهدت تجدد حبهما... تمت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
roheev

ماساة فتاه Stars4
roheev


انثى عدد الرسائل : 323
الاوسمة : ماساة فتاه Mod
تاريخ التسجيل : 24/01/2008

ماساة فتاه Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماساة فتاه   ماساة فتاه Icon_minitimeالجمعة أبريل 25, 2008 5:59 am

مشكورة كتير اخت اميرة
قصة واقعية و رائعة مع تمنياتي لك بالنجاح
هناك دائما اشخاص يضحون من اجل غيرهم
و التضحية ان فقدت في هذه الدنيا سنفقد اشياء كثيرة معها
تقبلي مروري و مع خالص حبي لك ؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سفين

ماساة فتاه Stars5
سفين


عدد الرسائل : 748
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

ماساة فتاه Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماساة فتاه   ماساة فتاه Icon_minitimeالجمعة أبريل 25, 2008 10:33 am

شكرا اميرة الورد قصة جميلة جدا واتمنى ان تكون حقيقة لانة نادرا ما تتحقق هيك الاحلام
وتقبل مروى يا اميرة ولك مني جزيل الاحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رنكين كوردستان

ماساة فتاه Stars17
رنكين كوردستان


انثى عدد الرسائل : 845
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

ماساة فتاه Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماساة فتاه   ماساة فتاه Icon_minitimeالإثنين أبريل 28, 2008 3:49 am


الله يا اميرة الورد

موضوع حلو ومؤثر كتير

صعب كتير الانسان انو يتحمل الألم

ولما بيحس حالو انو وحيد بهالدنيا

ومابيلاقي حدا جنبو

أعز الناس رحلو عنها

مشكورة اميرة



ماساة فتاه 19197
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2img.net/r/ihimizer/img38/8772/rose1zj.gif
 
ماساة فتاه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كوردستان الحب يرحـــــــــب بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم :: منتدىالصور :: قسم الصور المرعبة-
انتقل الى: