أولا: العنف العام
وهو الذي يحدث في إطار المجتمع العام ومن قبل أشخاص غرباء لا يمتون بصلة القرابة للفتيات أو النساء اللواتي يتعرضن له ويشمل كافة أنواع العنف النفسي والجسدي والجنسي بدءا من المضايقات اللفظية , الاهانات والاعتداءات والتحرش الجنسي في الشارع والعنف في أماكن العمل من قبل الزملاء والرؤساء , والاتجار بالنساء واستغلالهن بالسياحة الجنسية والاعتداء عليهن واغتصابهن .
ثانيا: العنف الأسري:
و هو من أكثر أنواع العنف شيوعا في العالم ويمكن تعريفه بصورة عامة بأنه محاولة شخص لإخافة والسيطرةعلى شريكه او أفراد من أسرته باستخدام القوة او التهديد(اما باستخدام التهديد البدني والنفسي او باستخدام القوة)، وعادة ما يكون الغرض من منه هو السيطرة والتحكم بتصرفات الطرف الآخر إما من خلال إشعاره بالألم او بواسطة إثارة مخاوفه، وقد يستخدم لمرة واحدة ولكنه غالبا ما يستمر ويتزايد مع مرور الزمن، مما يسبب إصابات جسدية ومخاطر نفسية كبيرة و أحاسيس حزينة وقلق بشكل يؤثر سلبيا عليها ككائن سوي او كعضو في العائلة.
إن المصدر الأكبر الذي يهدد النساء, بلا استثناء, هم الرجال الذين يعرفنهم, وليس الغرباء, وغالبا ما يكون هؤلاء إفراد العائلة أو الأزواج، وما يثير الدهشة هو درجة الشبه التي تحيط بهذه المشكلة في مختلف إنحاء العالم حيث يعتبر البيت بالنسبة لكثير النساء , ليس المأوى الذي يجدن المأمن فيه , وإنما مكان يسوده الرعب، حيث يكون العنف الأسري أكثر إشكال العنف ضد المرأة انتشارا وأكثرها قبولا من المجتمع وتتعرض له نساء ينتمين إلى كل الطبقات الاجتماعية والأجناس والديانات والفئات العمرية على أيدي رجال يشاركونهن حياتهن ويمكن القول بان العنف الأسري هو المعاملة السيئة التي تتلقاها الأنثى سواء في منزل أبيها من قبل هذا الأخير أو من قبل أخوانها أو في منزل زوجها، أي من الذين يعتقدون أن لهم عليها حق التأديب .
العنف المستخدم ضد المرأة خلال الحروب و النزاعات:
ينتشر العنف ضد المرأة خلال الحروب والنزاعات كالوباء، في كثير من الأحيان يستخدم الاغتصاب كسلاح خلال النزاعات، وفي بعض الأحيان ، تدفع الظروف الاقتصادية السيئة خلال الحروب والنزاعات النساء الى أعمال منافية للأخلاق ، فقط من اجل توفير لقمة العيش للعائلة وخصوصا في ظل غياب الرجل، ومن ناحية أخرى تؤثر الحروب والنزاعات في كون اغلب اللاجئين و النازحين من آثارها هم من النساء والأطفال.
Ø ان نسبة النساء والأطفال اللاجئين خلال الحروب تبلغ 80%.
Ø في رواندا، وخلال عمليات الإبادة الجماعية عام 1994، تعرضت 20% من النساء الروانديات الى الاغتصاب.
Ø في بعض القرى في كوسوفو، تعرضت 30% الى 50% من الشابات الى الاغتصاب من قبل القوات الصربية خلال النزاعات.
ان التزام الدول بحقوق الإنسان والمرأة خلال النـزاعات المسلحة يعني أن الدول يجب ألا تكتفي بالامتناع عن الأفعال التي تشكل انتهاكاً لقانون حقوق الإنسان فحسب، وإنما يجب أن تتخذ جميع التدابير الضرورية لمنع الفاعلين الآخرين (قوات العدو، الجماعات المسلحة، البرلمانيون، المنظمات والأفراد في مجتمع المرأة أو عائلتها) من ارتكاب مثل هذه الأفعال، وفي حالة عجز الدول عن منع مثل هذه الانتهاكات، فإنه يتعين عليها أن تكفل توفير التعويض والتأهيل للضحايا، وأن تسعى إلى تقديم الجناة إلى العدالة، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
أنواع العنف الأسري:
يمكن تسمية عدة أنواع للعنف الأسري( تجدر الملاحظة هنا إن عدد من التصنيفات التالية يمكن إن تنطبق أيضا على العنف الممارس ضد المرأة خارج نطاق الأسرة او ما يطلق عليه بالعنف العام).
• العنف الجسدي: وهو نمط سلوكي داخل الأسرة يتمثل بإحداث المسيء لإصابات جسدية في الطرف الآخر المعتدى عليه ( الصفع ، الركل ، اللكم ، الحرق، الخنق، الجرح، شد الشعر،الضرب بأي أداة او سلاح، إطلاق النار) وبما يسبب الألم البدني المحتاج للعناية الطبية له وهو من أكثر أنواع العنف التي تكون آثارها واضحة للعيان مثل الجروح والكدمات.
• العنف الجنسي: ويعني هذا النوع من أنواع العنف أي نشاط جنسي يفرض على المرأة دون موافقتها ، ويتراوح بين اللمس الجنسي الى الاغتصاب ومن ضمنه أيضا قطع الأعضاء التناسلية للمرأة ويشمل ايضا زنا المحارم، وقد يمارس هذا النوع من العنف ضد الطفلات ايضا .
• العنف المعنوي النفسي: وهو العنف الذي يولد الخوف والإرباك للضحية ويحط من احترام الضحية لقيمتها كشخص، وهو يختلف عن العنف اللفظي( سيأتي ذكره لاحقا) لان أثره اكبر، ففي هذا النوع غالبا ما تكون إثارة مخاوف الضحية مصحوبة بعنف جسدي او جنسي ولو لمرة واحدة،وبعدها تصبح كل التهديدات والأذى العاطفي يصبح أذى نفسي لان المسيء قد اظهر بصورة واضحة قابليته على تنفيذ تهديده والضحية لا تعلم هل إنها ستتعرض للعنف مرة أخرى ام لا، وهناك أمثلة كثيرة عليه ومنها تهديد المسيء بأنه سوف يؤذيها او يؤذي الأطفال او انه سيحرمها من الأطفال او يهدد بقتلها، إجبارها على فعل يحط من قدرها ومكانتها او التحكم في علاقاتها مع عائلتها او أصدقائها او حتى عزلها عنهم او حتى معاملتها كالخدم، كلها تصرفات يكون الهدف منها الحط من قيمة الضحية وتكون في خوف مستمر على سلامتها لأنها لا تعلم هل سيقوم بالاعتداء عليها ومتى.
ويعتبر من اخطر أنواع العنف فهو غير محسوس وغير وملموس ولا اثر واضح له للعيان وهو شائع في جميع المجتمعات غنية أو فقيرة متقدمة أو نامية وللآثار المدمرة على الصحة النفسية للمرأة وتكمن خطورته إن القانون قد لا يعترف به , كما ويصعب إثباته , حيث تعاني المرأة داخل الأسرة زوجة كانت او أم او ابنة او أخت .
• العنف اللفظي او الانفعالي، وهم طريقة مؤثرة في تقليل ثقة وتقدير الضحية لنفسها ويجعلها معتمدة نفسيا على المسيء، ويشمل تحقيرها او تحقير عائلتها او أصدقائها مستخدما الألفاظ النابية والشتم، لإذلالها والسخرية منها وخاصة أمام الآخرين ولومها على أي خطأ يحصل وغيرها من الأفعال المشابهة.
• العنف الاقتصادي ، وشمل حرمان الضحية من العمل او الاستمرار في عملها او التحكم في كل الشؤون الاقتصادية للأسرة او اخذ دخلها الاقتصادي والتحكم به، إنفاق مال الأسرة عليه فقط وغيرها من الأفعال المشابهة.
• تدمير ملكيتها او أشياءها الخاصة، وهذا النوع من العنف يستخدم كوسيلة للتهديد وإثارة المخاوف لدى الضحية، مثل تدمير مقتنيات المنزل او ركل الأثاث او ضرب الحائط او تكسير مقتنيات مفضلة لدى الضحية وغيرها من الأفعال.
سفين