كوردستان الحب يرحـــــــــب بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كوردستان الحب يرحـــــــــب بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بين المواطنة والاستبداد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سفين

بين المواطنة والاستبداد Stars5
سفين


عدد الرسائل : 748
تاريخ التسجيل : 13/11/2007

بين المواطنة والاستبداد Empty
مُساهمةموضوع: بين المواطنة والاستبداد   بين المواطنة والاستبداد Icon_minitimeالأحد أبريل 13, 2008 8:49 am


التمثيل السياسي والمسؤولية

? ربما كان موضوع التمثيل السياسي من تلك المفاهيم التي نسمعها كثيرا دون أن نستشف معناها الحقيقي. إذا لا توجد حكومة في بلد ما إلا وتدعي بأنها "تمثل" أمر ما. مثلا هناك من الحكومات التي قد تقول بأنها تمثل إرادة قوم، أو طبقة، أو قبيلة، أو الحزب، أو العادات والتقاليد، أو المصالح المشتركة، أو إرادة الأمة، او الدين إلخ. وجميع هؤلاء يحاولون إثبات ذلك بقولهم بأن لديهم توكيل واضح من أولئك الذين يمثلونهم، أو يقولون بأنهم فحصوا الأمر ووجدوا ان مسؤولياتهم تحتم عليهم أن يتصدروا التمثيل السياسيين لتلك المجموعة.
? الممثلون السياسيون من المفترض أنهم يعكسون أفكار ووجهات نظر أنصارهم، أو أنهم ينظر إليهم كأشخاص موهوبين ببعض القدرات التي يوظفونها لمصلحة أنصارهم سواء رضيت المجموعة أم لم ترضى.
? إذا الممثلون إما أن يكون لديهم توكيل من الأنصار "Mandated delegation" أو أنهم يمارسون التمثيل بالاعتماد على تصورهم لمسؤولياتهم "Responsible discretion".
? ما هي الصفات التي يمتلكها الأفراد الذين يمثلون مجموعة ما، ومن أعطاهم الصلاحية للتمثيل السياسي، وما هو معنى المسؤولية المتضمن في التمثيل السياسي؟
? هناك ثلاثة أوجه لمعنى التمثيل السياسي. المعنى الأول يتحدث عن الفكرة القائلة بأن الشخص أو مجموعة الأشخاص يمثلون مجموعة أكبر عندما يكونوا أنموذجا للمجموعة الكبيرة. بمعنى آخر، فإن الأنموذج يحمل صفات المجموعة الأكبر. ولهذا نرى استطلاعات الرأي تتحدث عن "أنموذج" من الناس الذين يمثلون المجموعة الأكبر. فعندما تقول الاستطلاعات بأن 90% من الشعب يؤيدون الرئيس، فإن تلك الاستطلاعات لم تعتمد على 90% من الشعب، وإنما اعتمدت على مجموعة صغيرة بالإمكان (من الناحية العملية الإحصائية) القول بأنها تمثل المجموعة الأكبر. وهكذا أيضا، فإن مجلس الوزراء من المفترض فيه أن يحتوي على نماذج معينة لكي يستطيع ذلك المجلس القول بأنه يمثل المجموعة الأكبر (الشعب).
? المعنى الثاني للتمثيل السياسي هو عندما نتحدث عن (DELEGATION) أي المهمة التي يقوم بها وكيل أو وفد معين. فالوكيل أو الوفد يعمل على حماية مصالح وتطوير مشاريع الطرف الأكبر الذي وكله أو أوفده. المحامي قد يمثل المتهم، الوكيل قد يمثل الشركة، السفير يمثل بلاده لدى الآخرين، المتحدث الرسمي بإسم جماعة كذلك يدخل ضمن هذا التصنيف.
? المعنى الثالث يقصد منه التمثيل السياسي، أي التحدث بإسم المجموعة التي انتخبت الفرد أو الحزب. بمعنى أن الشخص المنتخب حصل على ثقة الناخبين الذين يعطونه الصلاحية لممارسة العمل السياسي في القضايا اليومية والحياتية. وبما أن هذه القضايا تتعلق بالكثير من عوامل العمل السياسي المتحرك على الأرض، فإن جهود الناخبين الذين أعطوا ثقتهم لذلك الشخص يتوقعون منه أن يباشر نشاطه السياسي معتمدا على مبادئ وميثاق طرحه للجمهور. التمثيل السياسي في هذه الحالة، أمر يختلف عن الحالات الأخرى. في هذه الحالة يتم انتخاب شخص ما، أو حزب ما ليمارس النشاط السياسي نيابة عن الجمهور / الدائرة الانتخابية التي أوصلته لذلك المنصب السياسي. والانتخاب هنا يختلف عن التوكيل، لأن الشخص المنتخب يمارس أعماله في مجال سياسي واسع يحتاج للكثير من الاعتماد على التمحيص واتخاذ المواقف تجاه الأحداث والقضايا المطروحة خلال الفترة الانتخابية. والشخص المنتخب يطرح نفسه للدائرة الانتخابية كل عدة سنوات لكي يحصل على أصوات الناخبين وثقتهم به. والشخص في هذه الحالة يستخدم اجتهاده وفهمه للمصلحة العامة، أو لما يحقق مصالح الدائرة الانتخابية التي أوصلته لمنصبه. ولذا فإنه في هذه الحالة أكثر قدرة على اتخاذ القرارات من النوع الثاني الذي تم التطرق إليه، أي نوع الوكيل أو الموفد (DELEGATE). فالوكيل والسفير والوفد لا يستطيع التحدث بأي شيء إلا إذا كانت لديه رخصة مسبقة ومحددة. أما الممثل السياسي في النوع الثالث فإن له الحق أن يمارس نشاطه بحرية أوسع، ومن ثم يخضع للانتخابات الدورية.
? الانتخابات، بأشكالها المختلفة، تسعى لإيجاد التمثيل السياسي من النوع الثالث. والمقصود من هذه الانتخابات هي أن "الصلاحية" و"السلطة" التي يمتلكها الممثل السياسي مستمدة مباشرة من الشعب، أو المجموعة الناخبة.
? ولهذا فإن الممثل السياسي عليه "التزامات" وواجبات (OBLIGATIONS) تجاه الذين انتخبوه.
? الشخص الذي ينتصر في دائرة انتخابية لا يحصل في العادة على 100% من الأصوات. ولكن هناك مفهوم "الرضا" برأي الأكثرية. ولهذا فإن الشخص الذي ينتصر في الانتخابات لا يمثل فقط الذين انتخبوه ولكنه يمثل جميع أفراد تلك الدائرة الانتخابية.
? المسؤولية: هناك ثلاثة استخدامات لمعنى المسؤولية. المعنى الأول هو "التصرف أو الاستنساب" بمسؤولية.
? فالاستنساب (DISCRETION) يعبر عن حرية التصرف المتوفرة للفرد لاتخاذ القرارات. فالأشخاص الذين يمثلون الآخرين تتوفر لهم فرص كثيرة وحرة، وعليهم أن يستشعروا مسؤوليتهم وهم يأخذون تلك القرارات والمواقف. وهذا يسمى "تصرف مسؤول" (RESPONSIBLE DISCRETION). فالحكومات التي تمثل شعبها تتوفر لها فرص كثيرة وكبيرة، وعليهم أن يستمعوا ويتحسسوا ويستشعروا مسؤوليتهم تجاه شعبهم وهم ينعمون "بحرية" التصرف.
? المعنى الثاني: هو المحاسبة (ACCOUNTABILITY). فالشخص المسؤول يخضع لمحاسبة دورية (من خلال الانتخابات، إلخ) ويخضع لمحاسبات مستمرة على ما يقوم به. فرئيس الوزراء البريطاني، مثلا، يقف أسبوعيا أمام البرلمان للمحاسبة من قبل أعضاء البرلمان. البرلمان ينشأ لجان اختصاصية لمحاسبة مسؤولين وشركات وهيئات وأشخاص ووزراء أو أي شخص آخر حسب ما يتطلبه الأمر لمحاسبة المسؤولين.
? هناك أمر يرتبط بصورة مباشرة بالمحاسبة. ففي عالم الحكومات اليوم، هناك ما يسمى بالبيروقراطية. "البيروقراطية" عرفها الشخص الذي ابتكر المصطلح وهو العالم الألماني ماكس ويبر MAX WEBER (عاش بين 1864ـ1920). يقول ويبر أن البيروقراطية هي "تنظيم المكاتب الذي يتبع مبدأ الهيكلية المكاتبية، أي أن مكتب صغير (في السلطة والصلاحية) يتبع مكتب أعلى منه، والمكتب الأعلى منه يتبع مكتب أعلى آخر. البيروقراطية هي "المكاتب" التي تستخدمها مؤسسات الدولة لتسيير الشؤون العامة. و"المكاتب" مملوءة بالموظفين الذين يتوقع منهم ممارسة دورهم ومسؤولياتهم. والموظفون في الخدمة المدنية (المكاتب ـ البيروقراطية) يصبحون مع الأيام أكثر الأشخاص معرفة بتسيير الأمور. وهؤلاء موظفون إلى مدد طويلة. وعندما يتم انتخاب حكومة (في الدول الديمقراطية) فإن المنتخب سيكون مسؤولا عن عدد كبير من هؤلاء الموظفين في البيروقراطية. كيف يتم محاسبة المدراء في "المكاتب" لإخضاعهم لإرادة الشخص المنتخب، هو أحد المعاني المتداخلة في مفهوم المسؤولية. بعض الوزراء يعينون لجان أو فرق عمل لدراسة الجودة في عمل المدراء، وهناك أيضا "هيئة المحاسبة المالية" التي تتدخل بصورة دورية وفجائية للتأكد من عدم التلاعب بأموال الدولة إلخ.
? هناك مفهوم آخر للمسؤولية. وهي المسؤولية المعنوية. فالشخص الذي يتوقع منك خيرا يلقي عليك مسؤولية معنوية. ومثال ذلك علاقة المريض بالممرض. فالمريض يتوقع من الممرض أن يرعاه. والممرض يشعر بمسؤوليته المعنوية تجاه المريض. الحكومات المنتخبة قد تضطرها مسؤولياتها المعنوية للقيام ببعض الأعمال حتى لو لم تكن تلك التصرفات مرغوبة. فالحكومة التي يتوقع منها شعبها أن تحافظ على اقتصاد البلاد قد تضطر لتنفيذ إجراءات اقتصادية صارمة للخروج من أزمة مالية معينة، أو للوقوف أمام غلاء الأسعار.. إلخ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بين المواطنة والاستبداد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كوردستان الحب يرحـــــــــب بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــكم :: منتدى حقوق الانسان والمجتمع المدني-
انتقل الى: