سفين
عدد الرسائل : 748 تاريخ التسجيل : 13/11/2007
| موضوع: السلطة والصلاحية الثلاثاء أبريل 08, 2008 10:01 am | |
| السلطة والصلاحية: ? السلطة هي القدرة على تحقيق الأعمال، والقدرة على تحقيق هذه الأعمال من خلال الآخرين، سواء كانوا راضين أم غير راضين. ? السلطة التي تحقق الأعمال من خلال اشخاص ليست لديهم صلاحية تسمى " متسلطة" (Authoritarian) ? السلطة (Power) لديها وسائل كثيرة وكبيرة في العادة لتمشية الأمور حسب ما تقرره. وأهم شئ فان السلطة لديها القدرة على المكافأة والعقاب. فأي سلطة لا تستطيع أن تكافأ أو تعاقب ليست فعاله وتنتهي عندما يرفض الآخرين الانصياع لها. ? والسلطة تتوفر ليس في الدول فقط وإنما في العائلة والعمل والحركة والجمعية والفرق الرياضية وفي كل مكان يعتمد على علاقات اجتماعية لانجاز المهام. فالطفل الذي يعصي أو يطيع والديه إنما يتعامل معهما بقدر ما لديهما من سلطة توجيهية مصحوبة بالمكافأة والعقاب. ? الأطفال ( في حالة العائلة) لا يطيعون الأب أو ألام خوفا من العقاب وطمعا في المكافأة في كل الأوقات. هناك عامل آخر: اعتقاد الطفل بصحة ما يقوله له الأب أو ألام، و "اعتقاد" الطفل أن الأب وألام لهما "الحق" إن يستلمها زمام السلطة. ? افراد المجتمع يؤمنون بضرورة وجود السلطة لكي لا تتعطل الحياة، " لابد للناس من إمام بر أو فاجر". إذا لم توجد سلطة فان الحياة تتعطل وجميع أمور المجتمع تتوقف. ? السلطة في المجتمع تعتمد على قوات الأمن والجيش لفرض القرارات الصادرة، إذا استدعى الأمر ذلك. غير أن هناك أضرار بعيدة المدى ترجع على الذين يستخدمون قوات الأمن والعسكر بصورة دائمة ومستمرة لفرض قرارات السلطة. ? اذا كانت السلطة مرفوضة من المجتمع وترفض باستمرار الرجوع إلى الشعب لأخذ الإذن والموافقة والحصول على رضا أغلبية أفراد المجتمع، فان السلطة تصبح غير شرعية ومتسلطة. والتسلط يعتمد بصورة أساسية على القهر المستمر الذي يكلف المسؤولين الكثير وهم يسعون لفرض سيطرتهم. ? جميع السلطات تحتاج للقدرة والسعة لاستخدام القوة والعنف. ولكن السلطة التي تعجز عن الحصول على احترام المجتمع وحبه وإيمانه بشرعيتها، فان عليها أن تستمر إلى النهاية بالاعتماد على "القوة" و " العنف" لكي تبقى في موقع القيادة. ? الصلاحية (Authority) : الصلاحية تعني قدرة الإنسان على تحقيق الأعمال من خلال الآخرين الذين يؤمنون " بشرعية" موقعه ويوافقون عليه. الصلاحية ترتبط بصورة مباشرة باحترام الآخرين الذين يعطون " الشرعية" للمسؤول. ? الصلاحية تعطي للإنسان لثلاثة أسباب. السبب الأول هو العادات والتقاليد. فأفراد المجتمع قد يحترمون شخصا ما ويعطونه الصلاحية لأنه يمثل جانب العادات والتقاليد التاريخية. فالشخص الكبير في قرية ما قد يعطي احترام وله كلمة مسموعة على أساس العادات والتقاليد. ? السبب الثاني أو النوع الثاني من الصلاحية، هو "العقلانية" التي تعتمد على القوانين والقواعد والمبادئ. فالحكومة القائمة على أسس معينة يوافق عليها أفراد المجتمع تحصل على صلاحيتها لان المجتمع يؤمن بأنها التزمت بالأسس المتفق عليها. ? النوع الثالث من الصلاحية هو الهيبة "الكاريزما" "Charisma". فالأشخاص ذوي الهيبة يمتلكون صفات قوية تجعل الآخرين يوافقون عليهم ويأخذون بكلامهم. والمجتمع الذي يعتمد على اعطاء الصلاحيات لذوي الهيبة فقط يواجه مشكلة الحصول على اشخاص لديهم هيبة وكاريزما تساوي او تفوق الشخص السابق الذي كان يتسنم الموقع القيادي. ? قد يكون هناك شخصا او هيئة تمتلك الصلاحية ولكن ليس لها قوة او سلطة والعكس صحيح. ? من جانب اخر فان السلطة والقوة لها عدة انواع. ولو اخذنا مثال الدولة والوطن فان هناك عادة ثلاث انواع من السلطات (القوى). السلطة او" القوة" السياسية، السلطة الاقتصادية، والسلطة العسكرية. ? السلطة ( او القوة ) السياسية: يقصد بالسياسية هنا هي تلك السلطة التى تصدر القرارات التى تؤثر بصورة مباشرة على حياة الناس الذين يعيشون في مجتمع ما. والسلطة السياسية تصدر قرارات بصورة مستمرة في الوقت الذي يوجد فيه خلافات ( ايضا بصورة مستمرة وطبيعية) حول الاهداف من هذه القرارات وحول الوسائل لتنفيذ تلك القرارات. ? تتمثل السلطة السياسية في الحكومة، سواء كانت منتخبة ام معينة. في بريطانيا مثلا، الحزب الذي يحصل على اكثرية الاعضاء في الانتخابات البرلمانية، يشكل الحكومة، ورئيس ذلك الحزب يصبح رئيس الوزراء. هذه السلطة السياسية مستمدة من الحكومة البرلمانية. هناك نمط اخر وهو الحكومة الرئاسية وفي هذه الحالة فان الشعب ينتخب الرئيس على حده، والرئيس يشكل حكومته ويعرضها على البرلمان، للحصول على ثقة البرلمانين المنتخبين. في دول اخرى اقل تطورا يتم تعيين الحكومة وقد لا يكون هناك برلمانا يعطيها الصلاحية. والسلطة قد تكون مفروضة من اعلى على الشعب. بينما تستمد الصلاحية في الحالة الانتخابية من الشعب نفسه بصورة من الصور. ? في الدول القائمة على الانتخابات فان الحزب المنتخب (عادة) يصبح صاحب السلطة السياسية بشكل رئيسي. اما في الدول القائمة على التعيين فان الفئة التى تعين نفسها (سواء كانت عائلة او حزب جاء بانقلاب ) تصبح هي صاحبة السلطة السياسية دون منازع. ? السلطة ( القوة) الاقتصادية: ان ثروة أي امة تعتمد بصورة اساسية على حجم المنتجات والخدمات التى ينتجها افراد المجتمع. وفي مطلع ومنتصف القرن العشرين سعت الحكومات للتدخل بصورة مباشرة للتحكم في عمليات الانتاج والتنظيم او السيطرة على السوق من خلال فرض التسعيرات او الحد من الاستيراد او التصدير. وفي السنوات الاخيرة، اجتاحت العالم موجات الخصخصة التى تدعوا لاعطاء القطاع الخاص دور اكبر في العملية الاقتصادية. غير ان الحكومات لا زالت احد اكبر الجهات التى توظف المواطنين في الوزارات والدوائر الحكومية. ولهذا فان السلطة السياسية لها تداخل مع السلطة الاقتصادية. ? غير ان هناك جهات اخرى تشارك او تزاحم الحكومة في السلطة الاقتصادية، واهم تلك الجهات هي: الشركات والمجموعات التجارية، البنوك والمؤسسات المالية، والنقابات العمالية. ? الشركات العالمية والمحلية التى وتوظف المواطنين وتتحكم في المنتجات والخدمات تمتلك سلطات اقتصادية واسعة لاحتلالها مركزا هاما في عملية انتاج الثروة. وهذه الشركات تسعى للحصول على الارباح لكي تستمر في نشاطها ولانها تركز على جني الارباح، فان القرارات الصادرة تؤثر بصورة مباشرة على المواطنين. واذا كانت الممارسة حرة من أي ترشيد فان المتضرر الاكبر هو المواطن المطلوب منه توفير جهده دون مقابل معقول لجهوده. وفي الوقت ذاته، فان المجتمعات التى لا تسمح للشركات بالعمل من اجل جني الارباح لا تتطور امكانياتها الاقتصادية، كما كان الوضع في الدول الاشتراكية في اوربا الشرقية قبل سقوطها. الموازنة في الامور يخضع للسلطة السياسية. ان المفترض من السلطة السياسية ان لاتكون هي الطرف التجاري. ففي البلدان المتقدمة لا يسمح للسياسي ان يأخذ قرارا اقتصاديا اذا كان هو الطرف المستفيد (شخصيا) او المتضرر بصورة مباشرة. ? النقابات العمالية تهدف لتمثيل العمال والموظفين من اجل تحسين ظروف المعيشة لاعضائهم. والنقابات لديها سلطات اقتصادية من خلال عدد اعضاءها الذين يدفعون اشتراكات العضوية، ومن خلال ممارستها الضغط على اصحاب العمل لتوفير افضل الظروف للعمال والموظفين. والنقابات اذا تحركت بقوة يمكنها اسقاط الحكومة كما حدث في بلدان كثيرة مثل بريطانيا وبولندا وغيرها. ? المؤسسات المالية والبورصة لها دور كبير في السلطة الاقتصادية لانها تعتبر المؤشر العام للثقة باقتصاد واستقرار تلك الدولة. ? السلطة ( القوة) العسكرية: تسيطر السلطة العسكرية على جميع الاسلحة ووسائل القوة في أي بلد. وهذا يعطي السلطة العسكرية قوة كبيرة في مواجهة الاخرين. وفي الدول المتطورة فان العسكر لا يستخدم في العادة الا في الحالات القصوى وحالات لطورائ. غير ان في الدول غير المتطورة تلعب السلطة العسكرية دورا كبيرا في عملية الصراع على السلطة السياسية. في البلدان المتطورة، عادة لا يسمح للقوات العسكرية ان تشارك في العملية الانتخابية وتبقى محايدة وتأتمر بامر من ينتخبه الشعب. ? بدون شك، ان القوة العسكرية تستطيع اذا ارادت ان تسيطر على الاوضاع السياسية في البلاد من خلال ازاحة المدنيين بالقوة. غير ان القوات العسكرية في البلدان المتطورة تعلم ان صلاحيتها تستمد من الحكومة المنتخبة شعبيا. ولهذا فانها لا تتصرف في أي شئ دون رخصة المسؤولين الذين انتخبهم الشعب. فالقوة العسكرية اساسا تستخدم من اجل ردع العدوان الخارجي. ? السلطة السياسية تحتاج لقوة " أمنية " تستطيع حمل الاسلحة الخفيفة من اجل رعاية الامن الداخلي "حماية حكم القانون" سواء كان القانون عشوائيا ودكتاتوريا ام كان قانونا مستمدا من عملية دستورية. "لابد للناس من امام، بر او فاجر". ? السلطات والقوى في الدول المتقدمة تكون موزعة لكي لا يسمح لاي طرف ان يتجاوز اراء وتطلعات المجتمع. ولكن في الدول الدكتاتورية تكون السلطات ( السياسية الاقتصادية والعسكرية) جميعها بيد طرف واحد ( حزب جاء عبر انقلاب او فئة دكتاتورية ال)خ | |
|